الدورة ال27 لجامعة مولاي علي الشريف تقارب موضوع الماء في عهد الدولة العلوية
انطلقت، يوم أمس الجمعة بالريصاني، أشغال الدورة ال 27 لجامعة مولاي علي الشريف، تحت شعار "تدبير المياه في عهد الدولة العلوية الشريفة".
وجرى حفل افتتاح هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، وممثل اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، مصطفى الشابي، ووالي جهة درعة تافيلالت، عامل إقليم الرشيدية، السعيد زنيبر، ومدير أرشيف المغرب جامع بيضا، ومديرة الأرشيف الملكي بهيجة سيمو، ومنتخبين، وعدد من الشخصيات من عالم الثقافة والفكر.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز السيد بنسعيد أن موضوع هذه الدورة "تدبير المياه في عهد الدولة العلوية الشريفة" يشكل اختيارا صائبا للجنة العلمية للجامعة، في سياق عالمي يتسم بالتحديات والإجهاد المائي، مؤكدا على الالتزام المباشر والقوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قي إطار هذه المبادرة المواطنة.
وأبرز في هذا الصدد الرؤية الحكيمة والمتبصرة لجلالة المغفور له، الملك الحسن الثاني، وسياسته الاستباقية التي تجسدت في بناء السدود، مما مكن المغرب من التغلب على التحديات الناجمة عن سنوات طويلة من الجفاف وضمان الموارد المائية، ومواجهة دورات الجفاف الأكثر حدة بأقل الخسائر.
وتابع أن "هذه الفكرة العبقرية، وهذا الرصيد من الإنجازات، هو الذي أسس لعقيدة مائية أصبحت ثابتة في السياسة العمومية لبلادنا، التي يقودها بكل حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فتواصلت بذلك منشآت السدود الكبرى وباقي المستويات المتدرجة من السدود وبرامج الري والربط بين الأحواض المائية وبرامج تحلية مياه البحر، وغيرها من السياسات المائية التي تضمن الأمن والاستقرار في ظل تحولات مناخية وبيئية تهدد جميع بلدان العالم".
وأشاد الوزير بالمجهودات والأعمال البحثية التي تقوم بها اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف برئاسة مؤرخ المملكة عبد الحق المريني.
من جانبه، أشار ممثل اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، مصطفى الشابي، إلى أن مسألة الماء وطرق تدبير الموارد المائية كانت في صلب اهتمامات الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، ولاسيما من فترة حكم السلطان مولاي الرشيد بن الشريف (1664-1672)، وحتى العهد الجديد بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف أن جلالة الملك، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، مافتئ يولي اهتماما خاصا لقضية الماء، مذكرا في هذا الصدد بالخطاب الملكي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد، والذي أشار فيه جلالته إلى أن "التحديات التي تواجهها بلادنا تحتاج إلى مزيد من الجهد واليقظة وإبداع الحلول والحكامة في التدبير، ومن أهم هذه التحديات إشكالية الماء التي تزداد حدة بسبب الجفاف وتأثير التغيرات المناخية والارتفاع الطبيعي للطلب، إضافة إلى التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة في السياسة المائية".
وفي هذا السياق، أبرز السيد الشابي التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى مكافحة الإجهاد المائي، وتأمين التزود بالموارد المائية في مجالات الفلاحة والماء الشروب والصناعة.
وتابع، إن الأمر يتعلق بمشاريع كبرى للربط بين الأحواض المائية، وكذا مشاريع تحلية المياه بتقنيات متقدمة جدا، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر حاليا على 11 محطة لتحلية المياه في انتظار إنجاز تسع محطات أخرى في أفق 2030.
من جانبه، أكد والي جهة درعة تافيلالت على أهمية المواضيع التي تناولتها مختلف دورات جامعة مولاي علي الشريف، مشيرا إلى أنه، بالإضافة إلى المواضيع التاريخية والسياسية التي تعالجها الجامعة، فإن هذا المنتدى الثقافي المرموق يقدم قراءات معمقة حول مواضيع تهم المجتمع والاقتصاد والثقافة في جوانبها المختلفة.
كما أشار إلى أن هذه الدورة، التي تشكل مناسبة للبحث وتبادل الخبرات، تجمع نخبة من الباحثين والخبراء الذين من شأن مساهماتهم وتوصياتهم أن تعمق الأبحاث المتعلقة بموضوع المياه.
أما رئيس مجلس جماعة الريصاني، عبد العالي الحجيوي، فقد اعتبر أن هذه الدورة لجامعة مولاي علي الشريف تتناول أحد أهم المواضيع، ألا وهي قضية الماء، وضرورة التدبير الرشيد لهذا المورد الحيوي، وإيجاد حلول مبتكرة لمشكلة ندرة المياه، وفقا للتوجيهات الملكية السامية.
كما رحب السيد الحجيوي بإعلان الوزارة الوصية المتعلق بإطلاق مشروع تهيئة الموقع التاريخي لسجلماسة، والذي من المقرر أن يبدأ العمل فيه في شهر مارس المقبل.
وتميز حفل الافتتاح بعرض شريط وثائقي من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حول "الأمن المائي: رؤية ملكية للمستقبل"، وتنظيم معرض الوثائق حول "تدبير الماء عبر التاريخ" من إعداد مؤسسة أرشيف المغرب، وعرض لعناوين منتقاة من رصيد المكتبة الوطنية للمملكة المغربية حول موضوع "الماء".