التغدية السليمة في فصل الاستجمام والبحر
لا تكتمل متعة الاستجمام في فصل الصيف، دون التمتع بصحة جيدة، خصوصا في فترة ترتفع فيها درجات الحرارة، وتزداد فيها حركة التنقل والأسفار، مع ما يرافقها من تغير في نمط الغذاء وما يرتبط بها من سلوكات وعادات غذائية، قد تكون في كثير من الأحيان غير صحية.
وبما أن التغذية بوابة الصحة وعنصر رئيس ومحدد لسلامتها، فإن المختصين ما فتئوا يؤكدون على مبدأ "الوقاية أفضل من العلاج"، من خلال العناية بالصحة العامة والوعي بشروط الحفاظ عليها في كل الأوقات بالنسبة لجميع الفئات العمرية، لاسيما في الظروف والحالات الخاصة.
وعن هذا الموضوع، تحدثت الدكتورة إكرام تيكور، طبيبة وأخصائية في التغذية، مؤكدة أن "أهم ما ينبغي التركيز عليه، في فترة الصيف، هو الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من المياه، وتوزيع جرعاتها على مدى ساعات اليوم".
كما نصحت، بتفادي المشروبات المحلاة كالشاي، أو الحلوة طبيعيا كالعصائر، لكونها تمد الجسم بكميات كبيرة من السكر تفوق حاجياته؛ مما يزيد حاجته إلى الماء، فضلا عن تجنب ما وصفته بلصوص الماء الأخرى، كالإكثار من الملح، والقهوة، والبهارات.. ألخ.
وحثت، موصية بالإكثار من تناول الخضر والفواكه الطازجة الموسمية، التي تساعد بشكل كبير على ترطيب الجسم وتغذيته؛ لاحتوائها على نسب كبيرة من الماء والأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة.
كما دعت إلى اعتماد وجبات صحية ومتكاملة تحتوي على البروتين (لحم، دجاج، سمك..)، وتتكون من الخضر بكمية كافية ونشويات بطيئة الهضم لإشباع حاجيات الجسم، وتفادي الأكل بين الوجبات لأطعمة خالية من المغذيات الدقيقة أو الغنية بالسكريات والدهنيات المشبعة والضارة بالصحة.
وتفاديا للأضرار الصحية للأطعمة المقلية، دعت إلى اعتماد الطبخ على نار هادئة، مشيرة إلى أن "الطاجين" المغربي يعد من أحسن أواني الطهي التي تحافظ على القيمة الغذائية للأطعمة.
أما بالنسبة للفئات العمرية الأكثر عرضة للأمراض والاضطرابات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، مثل الإصابة بضربات الشمس، أو "الإجهاد الحراري"، لاسيما الأطفال وكبار السن منهم، نبهت إلى ضرورة حثهم وتذكيرهم بشرب الماء بشكل متكرر، خلال اليوم، لافتة إلى أن الإنسان يفقد تدريجيا الإحساس بالعطش كلما تقدم به العمر.
وأوصت بعدم التعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس، خصوصا ما بين الحادية عشرة صباحا والخامسة عصرا، مع ارتداء ملابس قطنية خفيفة وباردة.
ولفتت الانتباه إلى الاحتياطات التي ينبغي اتخاذها لتفادي الوقوع في حالة تسمم غذائي، لا سيما عند تناول الوجبات الجاهزة، ودعت، بهذا الصدد، إلى انتقاء المحلات المرتادة بعناية، وتناول الأطعمة المطبوخة، بدل الأطعمة النيئة، لأن الحرارة تساعد على التقليل من خطر الإصابة بالتسممات الغذائية، إلى جانب اقتناء الحاجيات الغذائية من المتاجر التي تحترم الشروط الصحية لنقل الأغذية، لاسيما منتجات الحليب ومشتقاته والأسماك واللحوم وغيرها.
وأشارت، في الأخير، إلى أنه من القواعد الأولية الموصى، بها في مجال السلامة الصحية؛ الحرص على النظافة بشكل عام، ونظافة المواد الغذائية بالخصوص، لتفادي التلوث وأسباب التسمم، من خلال الحرص على غسل اليدين جيدا قبل التعامل مع أي طعام، وغسل الخضر والفواكه قبل تناولها، وكذا تنظيف الأدوات والأواني المستعملة لتناول الوجبات، على اعتبار أن استحضار هذه الشروط كفيل بضمان قضاء فترة استجمام في ظروف صحية وآمنة.