إصدارات عربية


إصدارات عربية صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

رغم التأثير الملموس للكتاب الإلكتروني على الحياة الثقافية ومجالات النشر ، إلا أن الكتاب الورقي لا زال يقاوم للحفاظ على مكانته وقيمته الورقية .

وهذا ما نلاحظه من زخم الإصدارات مؤخرا حيث   صدر حديثا عن دار النخبة كتاب "أصداء النص" الذي يضم أربعا وأربعين مقاربة نقدية تعكس جانبا من نشاط الشاعر السوري الكوردي إبراهيم اليوسف في المجال الثقافي. تتوزع مقالاته على 195 صفحة تتحدث عن العملية النقدية واتصالها بعوالم الإبداع والكتابة، وهي تعكس وجهات نظر المؤلف المؤسسة على خبرته في الكتابة ومعايشة الكتب والعمل في الصحافة الثقافية.

وفي تقديمه للكتاب، قال الكاتب جميل إبراهيم إن اليوسف يعبر من خلال هذه النظرات النقدية عن ثلاث دوائر تخص صنعة الكتابة، هي: مرحلة إنشاء النص، ومرحلة تلق ي النص والتفاعل معه، ومرحلة النقد وما يتبعها من تفاعل أيض ا. وهو بذلك يتعرض إلى نقد النقد وأشكال الكتابة النقدية وأهدافها.

 

ولفت إلى أهمية ما تضمنته هذه المقالات من رؤى نقدية وإبداعية، راسم ا خريطة الكتاب وخطوطه العريضة، لاسيما ما يتصل بظاهرة الكتاب الافتراضيين وكثرة الأسماء التي تخوض تجربة النشر؛ ما يستدعي "تناول كتاباتها نقديا

وتابع أن المؤلف يعر ف القارئ كذلك بمنهجيته النقدية في تناول النصوص الأدبية معتمدا على قراءاته وذائقته وأدواته كمشتغل في مجال الصحافة، ومن غير انحياز إلى النقد المنهجي الأكاديمي الذي وصفه بـ "المستغلق العقيم".

ويتناول اليوسف حضور النصوص الإبداعية في العالم الافتراضي، ويتحدث عن موضوعات تمس الأدب الافتراضي من قبيل "مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة ما بعد الموت"، في إطار لدراسة واقع ومستقبل النص الإبداعي في زمن ثورة المعلومات، إذ صدر في هذا المجال "إبرة الذهب في شعرية النص الفيسبوكي" (2016)، و"مخاض المصطلح: استشرافات على عتبة التحول" (2016)، و"استعادة قابيل: نحو أدب جديد" (2017).

 

- في مسقط / صدر حديثا عن دار نثر كتاب لصالح العدوي، تحت عنوان "شهريار قائا"، في 304 صفحات من القطع المتوسط، كتب فيه 14 مقالا. يناقش فيها العدوي مواضيع في الثقافة والفن والأدب واللغة، واشتغل على تجربته الكتابية برؤية أديب يتأمل أفكاره بعمق يعضده مرجع ويسنده مصدر، يفتح الكاتب أحيان ا مواضيع غير مطروقة، من بينها" أدب السجون".

وظل صالح العدوي طوال كتابه محافظا على أفكار يناقشها بقراءات واعية لمواضيع مختلفة فكرية وأدبية واجتماعية، لغة كتابه طيعة لينة في بناء فكرته الرئيسية، سهلة عذبة وواضحة لقراء كتابه.

 

جدير بالذكر أن صالح العدوي أصدر عام 2017 كتابه الأول الذي حمل عنوان "نداء للرحلة رقم 1"، ومن فهرس كتابه " شهريار قارئ ا" تطالعنا هذه المواضيع: "استقالة بأمر كتاب" و" الكراسي الموسيقية" و" عزلة دون وباء" و"تلك أساطيرهم" و" جدلية الكم والكيف" و" أدب السجون" و" سفر على جناح الكتب" و" صمت القبور" و" هموم الترجمات واللغات" و" التجربة الأندلسية" و" معارك الكلمات" و"هوامش مفقودة" و " عزاءات الرحيل" و" عندما تتراقص شعل النيران".

 

- في عمان/ يقدم زياد الزعبي، في إصداره الأخير "المثاقفة وتحولات المصطلح" قراءة لمصطلحات نقدية عربية تولد معظمها أو تشكل في سياق عمليات المثاقفة الواسعة والعميقة بين الإرث اليوناني بخاصة، والثقافة العربية (عصر ازدهارها القرنين الثالث والرابع للهجرة).

 

ويرى الزعبي في كتابه الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" أن هذين القرنين شهدا أكبر عمليات المثاقفة بالتاريخ الثقافي الإنساني، وأن هذه العمليات تمت عبر الاتصال المباشر بين الثقافة العربية الإسلامية التي كانت توطد دعائم سيادتها العالم القديم، والإرث الثقافي اليوناني بكل عناصره التي حضرت إما بصيغها وصورها الأصلية، أو عبر تجلياتها وتحولاتها صورتها الهلنستية.

 

ويشير المؤلف إلى أن العرب وجهوا اهتماما فائقا بالعلم والمعرفة استجابة لدوافع أيديولوجية وبراغماتية، وكانت حركة الترجمة الضخمة المنظمة التي بدأت منذ العصر الأموي وازدهرت خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة، تجسيدا عمليا لهذا الاهتمام الذي أسس لحضارة لها طوابعها وملامحها الخاصة، هي الحضارة العربية الإسلامية التي تمثل إحدى أهم الحلقات المؤثرة بالمسيرة الإنسانية    وشكلت مصدر تأثير كبير بالثقافات التالية.

ويقدم الزعبي قراءة لبعض مظاهر عمليات التثاقف بين الحضارتين (حقل المصطلح النقدي)، وهي قراءة تجاوز الوقوف على تأثير السابق باللاحق إلى رؤية النتائج المترتبة على عملية المثاقفة بينهما، إذ أدت عملية التفاعل في كثير من الأحيان إلى توليد مصطلحات نقدية تغادر مصدرها من دون أن تنقطع عنه، لتحل بسياق ثقافي آخر مكتسبة ملامحه وسماته، وحاملة دلالات جديدة أو محو رية تتشكل استنادا إلى مبدأ التحولات الذي يحكم طرف ي عملية التفاعل. وانطلاقا من هذا التصور جاءت قراءة المصطلحات التي يضمها هذا الكتاب، لا لتؤشر على مصدرها فحسب -إن كان لها مصدر محدد- بل لتعالج صورها ودلالاتها وسياقاتها الجديدة أيضا .

ويتضمن الكتاب دراسات من بينها: "من الصفر إلى الشيفرة: المثاقفة وتحولات المصطلح"، ناقشت مصطلح المثاقفة وتحولاته، والمترجم في التراث، وردة الفعل على المصطلحات الغربية، وغيرها من الموضوعات المتصلة بذلك، وكذلك دراسة بعنوان "الفلاسفة المسلمون وفن الشعر الأرسطي في دراسات المستشرقين الألمان"، وثالثة بعنوان "مصطلح الإحالة عند حازم القرطاجني.. النشأة التاريخية والتجليات الراهنة"، ورابعة عن "التعجيب عند ابن سينا"، وخامسة تتناول "بنية التمثيل وفاعلية التخييل في القرآن الكريم".

 

- في الرياض/ أنجز الباحث سعد بن محمد التويجري، كتابا حافلا جمع فيه بعض النقوش الإسلامية بعنوان: "نقوش إسلامية من عالية نجد". يقع في 219 صفحة، وهو الإصدار (310) ضمن منشورات "المجلة العربية"، ويحتوي على مبحثين، الأول عن عالية نجد وأقسام الجزيرة العربية، ونجد وحدودها لدى المتقدمين والمتأخرين، وطرق الحج والتجارة المارة بعالية نجد، والمبحث الثاني عن النقوش وقراءتها وتعليقات المؤلف عليها.

وحصر الباحث نطاق بحثه في عالية نجد وعر فها بأنها الجزء الحنوبي الغربي من نجد، ويمتاز هذا الإقليم بمرور طرق الحج الرئيسية التي تخرج من حواضر العالم الإسلامي القديم إلى مكة، مما أسهم في وجود مستوطنات على امتداد تلك الطرق، وعلى جنباتها من هنا وهناك انتشرت بعض النقوش التي رسمت صورة لما كانت عليه أقاليم نجد خلال تلك الفترة من النواحي الدينية والاقتصادية والأدبية.

وتمكن الباحث في سبيل إخراج هذا الكتاب من العثور على 125 نقشا إسلاميا منها 100 نقش لم تدرس من قبل، جمعها من 26 موقعا من بينها الدوادمي، والنير، وأم راكة.

واستطاع من خلال دراسة هذه النقوش توزيعها حسب مضامينها، فبلغت النقوش ذات المضامين الدينية كالآيات القرآنية والأدعية 115 نقشا ، وبلغ عدد النقوش الإخبارية 59 نقشا ، ونقوش أدبية احتوت على قصائد وردت في دواوين الشعر العربي وغيرها مما لم يذكر في كتب الأدب، وصنف نقوشا أخرى تحت عنوان: النقوش التذكارية، وأرجع تاريخ هذه النقوش إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى مستندا على طريقة رسم الحروف، واستطاع التعرف على أسماء الأعلام الواردة فيها والقبائل التي استوطنت أو ارتادت هذه المناطق من خلال دراستها. أما عمل الباحث حيال تلك النقوش؛ فإنه يذكر اسم الموضع ويعرف بموقعه، ثم يأتي بصور النقوش فيصنفها تحت أعداد تسلسلية، ثم يكتب النقوش ويعلق عليه ويعرف بالأعلام الواردة فيها.

وتعد هذه النقوش من أصدق المصادر التي تمكن من دراسة تاريخ هذا الإقليم ومعرفة تحركات سكانه ونشاط طرقه وازدهار مستوطناته وغزارة إنتاج معادنه في القرون الإسلامية الأولى.

 

يذكر أن الباحث ألمح إلى بعض العقبات التي واجهته في إعداده بحثه، ومنها اتساع رقعة المنطقة المستهدفة في البحث، وصعوبة بعض تضاريسها، وندرة الدراسات التي تستهدف النقوش الإسلامية في نجد


اترك تعليقاً