مسجد مسطاسة بالحسيمة فضاء روحي بحمولة تاريخية كبيرة

Warning: Undefined array key "editeur" in /home/zktecow/africa4press/article.php on line 408
يعد مسجد "مسطاسة" المتواجد بالجماعة الترابية بني جميل مسطاسة بإقليم الحسيمة من أقدم المساجد في المغرب، ويتميز بخصائص فريدة عن باقي المساجد الأخرى بالمنطقة ، يرجح أن تشييده يعود إلى القرن الرابع عشر ميلادي خلال عهد الدولة المرينية، بالقرب من الطريق الساحلية الرابطة بين الحسيمة وتطوان، إذ يبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 70 كيلومترا غربا، ويتسم بمميزات خاصة في هندسته ومعماره، فضلا عن توفره على محرابين تصحيحا للقبلة.
يقول المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالحسيمة، إنه يعد من المساجد القديمة
بالمغرب، يعود تاريخ تشييده حسب الباحثين في التاريخ إلى عهد السلطان "أبي
الحسن المريني"، موضحا أن المسجد لعب دورا مهما، إذ كان صرحا علميا تخرج منه
العديد من العلماء والفقهاء والأئمة البارزين في تاريخ المغرب.
مبرزا أن ما يميز مسجد مسطاسة عن غيره من المساجد الأخرى هو توفره على محرابين
أحدهما جنوب شرقي والآخر شمال غربي، ما جعل العديد من الناس يطلقون عليه كذلك اسم
"مسجد المحرابين".
كما يتميز بأبوابه الكثيرة غير المعتادة في مبان صغيرة وصومعته التي لا يتجاوز
علوها حوالي عشرة أمتار، مذكرا بأن هذه المعلمة الدينية التاريخية استعمل في
بنائها نوع من الخشب الصلب.
إلا أنه أضاف أن بعض الروايات المحلية تحكي بأن هذا النوع من الخشب جيء به من
أوربا عبر ميناء كان متواجدا بشاطئ تاغزوت القريب من المسجد، كما أن سقفه مشيد
بأعمدة خشب العرعار.
وهو مسجد تاريخي يمتاز برمزية تراثية كبيرة تنهل من هندسته المعمارية، خاصة على
مستوى استعمال "الأرقام" الظاهرة في عدد من أعمدته وأروقته وأقواسه،
موضحا أن الرموز التي تزخرف أسواره وسقفه ومنبره ، هي بمثابة لغز في حاجة إلى
استجلائه من لدن المهتمين بالتراث لمعرفة دلالته.
وبخصوص تواجد هذا المسجد وسط مجرى "واد إعشيرن"، فقد لفت المتحدث إلى أن
هناك تساؤلات حول اختيار بناة المسجد هذا الموقع وسط الوادي، لأنه من غير الصائب
في بلاد الإسلام بناء المساجد في مجاري الوديان والسيول والأنهار ، لكنه رجح أن
يكون البناء قد تم قبل أن يحول النهر مجراه ويحيط بالبناية، أو أن يكون قد بني
بالقرب من مجرى مائي صغير لتوفير المياه إلى المسجد، قبل أن يكبر الجدول ليتحول
إلى وادي، ربما بسبب الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة على مر السنوات.
وعلى العموم فإن هذه المعلمة الدينية ما
تزال صامدة إلى اليوم على الرغم من الأضرار التي تعرضت لها جراء الفيضانات
الموسمية الخطيرة التي يشهدها "واد إعشيرن" المحيط بها.