الخدمة المدنية بموريتانيا تصبح مؤطرة بمرسوم قانون جديد

صادقت الحكومة الموريتانية، مؤخرا، على مرسوم قانون جديد يؤطر الخدمة المدنية، يؤمل أن يجعل منها حاضنة لعمل تطوعي يساعد في النهوض بقطاعات حيوية، ومن ثم بالمجهود التنموي بالبلاد.
وقد ركزت اللقاءات والعمليات التواصلية التي سبقت مصادقة الحكومة على المرسوم الجديد، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، بالفعل على تعريف الشباب بأهمية الخدمة المدنية في المساهمة في تطوير عدد من القطاعات الحيوية بالبلاد.
وتراهن الحكومة على هذه المبادرة من أجل المساهمة في تطوير وتعزيز قطاعات كالتعليم، والتكوين المهني، والصحة، والاندماج الاجتماعي، وعدد من الأنشطة الاقتصادية.
وحسب وزير تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، محمد عبد الله ولد لولي، فإن الحكومة تسعى، بالخصوص، إلى ترسيخ قيم التطوع لدى الشباب، ومحاربة ما وصفه ب "العقليات والسلوكيات المعيقة للتنمية"، سواء في القطاع العمومي، أو بالأوساط الشبابية والجمعوية.
ويأتي مشروع المرسوم الجديد، وفق الحكومة الموريتانية، لتحديد مفهوم الخدمة المدنية وتنظيمها وإضفاء الطابع المؤسسي عليها، بما يسهم في الدفع قدما بثقافة التطوع، وبمشاركة الشباب داخل البلد وخارجه في تنفيذ سياسات الدولة وبرامجها التنموية.
وتستهدف هذه المبادرة، حسب الوزارة الوصية، الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، عبر التزام طوعي، وفق شروط وآليات محددة، على أنه يمكن أن تشمل الخدمة المدنية فئة عمرية أكبر، قد تصل إلى 50 عاما بالنسبة لمؤطري الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتم، في الفترة الأخيرة، إطلاق مبادرات تجريبية للخدمة المدنية همت بالخصوص تنظيف المدارس بالعاصمة (قبل انطلاق الموسم الدراسي 2024 - 2025)، والمساهمة في تنظيم حركة المرور، ومراقبة وتسيير ساحات المدارس الابتدائية، والاستقبال، والتوجيه والإرشاد بالمستشفيات، وتعقيم البرك والمستنقعات.
كما أطلقت الوزارة الوصية، في نونبر 2024، منصة رقمية مخصصة لهذه الخدمة، من مهامها الأساسية توفير ولوج سهل ومباشر للشباب إلى المهام التطوعية المتاحة.
وتتيح المنصة، حسب القائمين عليها، للشباب، بغض النظر عن مسارهم أو موقعهم الجغرافي، بل وحتى أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، الولوج إلى المهام التطوعية التي تتناسب مع طموحاتهم ومهاراتهم.
وبموجب مرسوم القانون الجديد سيكون على الطلبة، في المرحلة الأولى من التعليم العالي والتكوين الفني والمهني، القيام بخدمة مدنية إلزامية لمدة ستة أشهر، تتضمن تدريبا "شبه عسكري"، يركز على الانضباط والوطنية والسلوك المدني، كما سيكون عليهم التبرع بالدم، لمرة واحدة، خلال هذه المدة (ستة أشهر).
وفي المقابل، سيحصل الطلبة، خلال فترة الخدمة المدنية، على تحفيز مادي شهري تشجيعا لهم وتحفيزا على الإقبال على الخدمة المدنية والعطاء أثنائها.
وسبق لموريتانيا أن أطلقت، عام 2020، برنامجا وطنيا للتطوع والتنمية المستدامة، يعرف اختصارا ب "وطننا" (نفذ على أربع سنوات)، الهدف منه تكوين الشباب والتنسيق ببن مختلف الفاعلين في الميدان التطوعي، بما في ذلك الشركاء الدوليين للبلاد من هيئات ودول.
ومن بين المهام الأساسية التي رسمت للبرنامج ترسيخ ثقافة التطوع، والتسامح، وتدعيم الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية بين مختلف فئات المجتمع.